[center][b]في المرحلة الثانوية، كان ذلك الطالب الهادئ النجيب يقف في مكانه الذي لم يغيره منذ دخوله الثانوية، ومضت الأيام فأصبحت أطالع مكانه الذي يحمل ذكرياته الأليمة،،، لقد مات صاحبنا، مات في السابعة أو الثامنة عشر من عمرة،،، بعدها بدأت قصتي معه.!
تخرجت من الثانوية، وحادثة صاحبنا تؤرقني، فاجتاح خافقي الهموم و الأحزان، فبدأت أسطر ألامي وأحزاني، أرثي نفسي تارة، وأندبها تارة، بين دموع الوداع، وألم فراق الأحباب.
توجهت بعدها إلى طلب العلم الشرعي، وانطويت على نفسي سنينا، بين الكتاب والطلب، أهملت بها أهلي، فلا أعرف عن همومهم وأفراحهم إلا الشيء القليل، حتى قدر الله أن اتصلت بذلك الشيخ الفاضل فبادرني بالسؤال: هل تجالس أهلك؟ قلت: قليلٌ هو . قال: لمن تقرأ؟ قلت: لابن ... عند إقبال النفس، والـ... عند إدبارها، قال: كليهما يمتازان بالقوة، لذلك لا يفهم حديثك العامة الذين هم بحاجة لك، اجلس مع أهلك.
حقيقة،، لم تعجبني نصيحته، ولكن جلست معهم بعد مجاهدة مريرة،!
فكانت بداية لحقيقة المواجهة،( الصراح مع الأهل ) !
صدمات كانت تقض مضجعي، واستمر الأمر بين الكر والفر، فكان مما قيل لي،، كثيرون هم الذين يلتزمون ويتشددون، ثم سنة، سنتين، ثلاث، ويرجعون على ما كانوا عليه !!!
لا تعلم أخي الحبيب كيف هزت كياني عبارته، فما كان مني إلا أن عددت سنين التزامي خوفا من أن يوافق كلامه واقعي، وانكببت على كتبي باحثا عن أسباب الثبات، حتى تداركني الله برحمته وجعل ما قيل معينا على المجاهدة الاستمرار،،،
وبعد سنين من الخلطة والصراع، قال لي أحدهم: لا تعلم أخي كم كنت أكره الالتزام، لما أرى من عزلتك، وشدتك، والآن غيرت نظرتي له.!!
هذه وقفات من بعض تلك المواجهات، وما أردت قوله،،
كم هم أهلنا وذوينا بحاجة لنا، بحاجة إلى من يعينهم على مواجهة الشهوات، فكيف بخضم الشبهات، بحاجة إلى حسن التعامل والتعاطف مع أنفسنا، وتبليغ الدعوة إلى أهلنا، ومحاورة فطرتهم، وبذل قلوبنا وعقولنا وهمومنا لهم.
لا تعلم أخي كيف صقلت تلك المواجهات، أخلاقي وقوت علاقتي بالله سبحانه.
من المهم أن نتعلم ( بفضل من الله ومنه ) كيف نحول الإبتلاء، والآراء إلى منافذ عبور تصلنا إلى غاياتنا وأهدافنا،،
ولكن ما زلت أعاني من النظرة الملائكية، فلا يستصغر الخطأ مني، وما أنا إلا بشر،،! وما زلت أحن لأيام ولذة العزلة ،!!